انسداد الشعب الهوائية ❤
مرض يشبه إلى حد ما مرض الربو ولكنه أخطر منه بكثير.
فكلا المرضين يصيبان القصبات الهوائية
(مجاري الهواء داخل الرئة)
ويسببان ضيقاً في هذه المجاري مما يسبب أعراض المرضين.
وكلا المرضين يسببان ضيق التنفس والصفير والسعال،
ولكن يكمن الفرق بينهما في أن انسداد قصبات الهواء
في حالة الربو يمكن عكسه بموسعات القصبات الهوائية
مثل الفينتولين
أما انسداد الشعب الهوائية المزمن فالانسداد غالبا ما يكون دائما.
وهناك فرق آخر مهم وهو أن مرض الربو يقتصر في العادة على
الرئتين، أما انسداد الشعب الهوائية المزمن فقد أثبتت
الأبحاث الجديدة أنه مرض عام يصيب كل الجسم ولا يقتصر
على الرئتين فقط ويسبب أعراضا والتهابات في الجسم
وهزالا شديدا ويستمر في التطور والتقدم طالما
أن المريض مستمر في التدخين.
وانسداد الشعب الهوائية المزمن يمكن الوقاية
منه لأن المسبب الرئيس له
(حوالي 90% من الحالات)
تنتج عن استنشاق دخان السجائر.
وفي عام 1990كان انسداد الشعب الهوائية المزمن السبب
السادس للوفاة في دول العالم المتقدم
وقد تقدم الآن إلى السبب الرابع للوفاة ويتوقع عام
2020أن يكون السبب الثالث للوفاة.
وهناك أسباب أخرى غير التدخين مثل بعض الأمراض
الجينية التي ينتج عنها نقص في بعض الإنزيمات
في الجسم أو التعرض لملوثات تنفسية غير السجائر،
ولكن تبقى السجائر أهم مسبب للمرض لذلك
وجب التنبيه إلى أهمية ذلك للوقاية من المرض.
أعراض المرض
وأعراض المرض تبدأ بضيق في التنفس عند الجهد الشديد
وتتدرج الأعراض حتى يصاب المريض بضيق التنفس
عند ابسط جهد كالمشي في البيت
والبعض يجد صعوبة في التنفس حتى وهو جالس.
ويصاحب ذلك أعراض أخرى مثل السعال المصحوب ببلغم
وفي بعض الأحيان الدم وصفير الصدر وفي الحالات
المتقدمة نقص الوزن ونقص مستوى الأكسجين في الدم وزيادة
الضغط الشرياني الرئوي الذي ينتج عنه في الحالات المتقدمة فشل
في الجهة اليمنى من القلب مما يسبب انتفاخ الرجلين وتورمهما
واستسقاء البطن واحتقان الكبد والوجه.
ويصبح المريض أكثر عرضة للالتهابات التنفسية العلوية
والسفلية وجلطات القلب وينتج عن ذلك فشل تنفسي متكرر
يستوجب في بعض الحالات التنويم في المستشفى
وأحيانا في وحدات العناية المركزة ويحتاج بعض المرضى للتنفس
الصناعي لفترات قد تطول.
والتدرج من الأعراض الخفيفة إلى الحالات المتقدمة قد يستغرق
سنوات عدة ويعتمد على عوامل كثيرة منها كمية الدخان التي
يستنشقه المريض في اليوم والقابلية الجينية للمرض.
وبالإضافة إلى انسداد القصبات الهوائية المزمن
يفقد المريض تدريجيا أجزاء كبيرة من رئته ممثلة في الحويصلات
الهوائية التي تتحول على أكياس هوائية كبيرة كما
هو موضح في الصورة تملأ الصدر بالهواء ولكنها لا تساهم في
عملية التنفس ونقل الأكسجين من الرئة إلى الدم
مما يسبب نقص الأكسجين في الدم.
ويتم تشخيص المرض عند وجود الأعراض المميزة للمرض
عند شخص مدخن وتوفر نتائج اختبار التنفس التي تظهر انسداد
مجاري الهواء التي لا يمكن عكسها بموسعات الهواء.
العلاج
وأهم خطوة في العلاج هي وقف التدخين حتى لو كانت الحالة
متقدمة لأن الأبحاث أظهرت أن وقف التدخين يقلل
من تطور وتقدم المرض، كما أنه يقلل من مرات التنويم بسبب
تصاعد الأعراض الحاد ويقلل بمشيئة الله احتمالات الوفاة.
كما أن تناول البخاخات الخاصة بالمرض والتي يوصفها الطبيب
المختص تقلل من الأعراض وتقلل كذلك من مرات تصاعد
الأعراض الحاد. وعند المرضى المصابين بنقص مزمن في
الأكسجين في الدم، ينصح باستخدام الأكسجين في المنزل طوال
اليوم إن أمكن أو أطول عدد من الساعات وعند النوم.
حيث أظهرت الأبحاث أن الأكسجين عند هذه الفئة من المرضى
ويقلل بمشيئة الله احتمالات الوفاة ويحسن وظائف القلب ويقلل من
ضغط الشريان الرئوي وتورم الساقين واستسقاء البطن.
كما أن التأهيل التنفسي يعتبر من طرق العلاج الحديثة التي تعطي
نتائج جيدة وتساعد المريض على التعايش مع المرض.
وفي حالات معينة يحددها المختصون ينفع التدخل الجراحي
الذي يزيل المناطق المتكيسة من الرئة ويحافظ على المناطق
السليمة. وفي الحالات المتقدمة التي لا يجدي العلاج الطبي
معها نفعا، تتم زراعة رئة جديدة للمصاب.
ما سبق عرضه، هو مرض خطير نسببه لأنفسنا بإصرارنا
على التدخين. لذلك أوجه نداء على كل مدخن
أن يتق الله في نفسه وفي أهله وان يقلع عن
هذه العادة المميتة قبل فوات الأوان.