لماذا ارتد العرب بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
يدعى أعداء الاسلام أن العرب دخلوا فى الاسلام مكرهين من محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا ارتدوا بعد وفاته وهذا عرض للأسباب الحقيقية لردة من إرتد مع ألاخذ فى ألاعتبار أن الكثير منهم ثبت على الاسلام
فالقول بأن جميع العرب قد ارتدوا بعد وفاة النبى صالى الله عليه وسلم
قول مبالغ فيه وهذا عرض لتلك الأسباب :-
أولا : - الأطماع الشخصية
وهى الدافع الرئيس لمدعى النبوة أمثال طليحة الأسدى ومسيلمة الكذاب وسداح والأسودالعنسي باليمن وكان أتباع هؤلاء يعلمون كذبهم وتبعوهم لأسباب قبلية فهم يأنفون من حكم قريش ويرون إرسال الزكاة إلى المدينة عار وخنوع لذا تبعوا هؤلاء الكذابين وفسروا إتباعهم للكذابين بقولهم ( كبشان إنتطحا فأحبهم إلينا كبشنا ) وعندنا ما يؤيد هذا من الأخبار :
ردة أهل اليمامة
يروى من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له أن مسيلمة قال عندما قدم في قومه " لو جعل لي محمد الخلافة من بعده لاتبعته " فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ثابت بن قيس بن شماس وفى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ميتخة من نخل فوقف عليه ثم قال لئن أقبلت ليفعلن الله بك ولئن أقبلت ليقطعن الله دابرك وما أراك إلا الذي رأيت فيه ما رأيت ثم إنه كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مسيلمة إلى محمد رسول الله فاني قد أشركت في الأمر معك وان لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يعتدون وكان أصحابه يقولون " كبشان انتطحا فأحبهم إلى كبشنا . ص 75الاكتفا فى مغازى المصطفى والثلاثة الخلفا
ردة بنى سليم
ذكر الواقدى من حديث سفيان بن أبى العوجاء السلمي – قال وكان عالما بردة قومه مع أنه كان من وعاة العلم ومما يوثق به فى قال " أهدى ملك من ملوك غسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم لطيمة فيها مسك وعنبر وخيل فخرج بها الرسل حتى اذا كانو بأرض بنو سليم بلغتهم وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فتشجع بعض بنو سليم على أخذها والردة عنها – ثم جعلوا يغيرون على الناس ويقطعون السبيل .
ثانيا : إغراء قوى خارجية
ردة البحرين
حدث يعقوب الزهرى عن اسحق بن يحى عن عمه عيسى ابن طلحة رضى الله عنهم : قال : لما ارتدت العرب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صاحب المدائن ( من يكفينى أمر العرب فقدمات صاحبهم وهم الان يختلفون بينهم الا ان يريد الله عز وجل بقاء ملكهم فيجتمعوا على افضلهم فانهم ان فعلوا صلح أمرهم وبقى ملكهم وأخرجوا العجم من أرضهم ) ص 165 المصدر السابق
هام جدا : المتحولون عن النصرانية يثبتون دليل دخولهم الاسلام بالاقتناع
بنو طىء
وكانت جديلة معرضة عن الاسلام وهى بطن من طىء وكان عدى بن حاتم من الغوث وقد همت جديلة ان ترتد فجاءهم مكنف بن زيد الخيل الطائى فقال أتريدون أن تكونوا سبة على قومكم لم يرجع رجل واحد من طىء وهذا ابو طريف عدى بن حاتم معه الف رجل من طىء - فكسرهم
بنو عبد القيس
عن الحسن بن أبى الحسن – أن الجارود قام فى قومه فقال " يا قوم ألستم تعمون ما كنت عليه من النصرانية وأنى لم أتكلم قط الا بخير وأن الله تعالى بعث نبيه ونعى الله نفسه وأنفسكم فقال ( انك ميت وانهم ميتون ) وقال ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين ) وفى حديث أخر انه قام فيهم فقال ( ما شهادتكم أيها الناس على موسى قالوا نشهد انه رسول الله – قال فما شهادتكم على عيسى قالوا نشهد انه رسول الله – عاش كما عاشوا ومات كمن ماتوا – قال وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله عاش كما عاشوا ومات كما ماتوا وأتحمل شهادة من أبى أن يشهد على ذلك )
ثالثا: الأسباب القبلية
وهى أسباب ردة أهل دبا وأزد وعمان
أما أهل دبا أزد وعمان فلما توفى النبى صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة وارتدوا فدعاهم حذيفة إلى التوبة فأبوا وأسمعوه شتم النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا قوم أسمعونى الأذى فى أبى وأمى ولا تسمعونى الأذى فى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبو إلا ذلك وجعلوا يرتجزون "
لقد أتانا خبر ردى أمست قريش كلها نبى ظلم لعمر عبقرى
اذا فهى الانفة من حكم قريش
امااليمن و صنعاء فكان يسوؤهم إتباع نبى من قريش
ويرون نبيا من قومهم أولى بالاتباع فظهر فيهم الاسود العنسى فاتبعه الاف فتزوج المرزبانه امرأة باذان الفارسى وكانت من عظماء فارس وقسرها على ذلك فأبغضته أشد البغض
وكانت المرزبانه – كما تقدم قد ابغضت الاسود العنسى اشد البغض فوعدتهم موعدا أتت لميقاته وقد سقته الخمر حتى سكر فسقط نائما كالميت فدخل عليه فيروز وقيس ونفر معهما فوجدوه على فراش عظيم من ريش قد غاب فيه فأشفق فيروز أن يتاعدى عليه السيف إن ضربه به فوضع ركبته على صدر الكذاب ثم قتل عنقه فحولها حتى حول وجهه من قبل ظهره وأمر فيروز قيسا فاحتز رأسه "
رابعا : الشح والبخل بالمال
وهو سبب ردة كندة وحضر موت
دل عليه مقالة الاشعث
نقف أموالنا بايدينا ولا ندفعها ونكون من أخر الناس ص 194المصدر السابق
وبايع زياد بن لبيد لابى بكر من بعد الظهر الى أن قامت العصر فصلى بالناس العصر ثم انصرف الى بيته ثم غدا على الصدقة من الغد كما كان قبل وهو أقوى ما كان نفسا وأشد لسانا فينا وهو يصدق الى ان اخذ قلوصا فى الصدقة من فتى من كنده فلما أمر بها زياد تعقل لاوتوسم بميسم السلطان – وكان المسم لله أتى الفتى فصاح " يا حارثة بن سراقة يا ابا معد كرب اعقلت البكرة فاتى حارثة الى زياد فقال : " أطلق للفتى بكرته " فابى زياد فقال قد عقلتها ووسمتها بميسم السلطان - ثم انتهى الامر الى القتال 196المصدر السابق
ثم دل عليه الخبر الاتى
قال عبد الرحمن بن الحويرث رأيته يوم قدم به فى مجموعة يداه الى عنقه ومزل نهيك بالسبى فى دار رملة بنت الحارث ومعهم الاشعث بن قيس ولما كلمه ابو بكر جعل يقول يا خليفة رسول الله والله ما كفرت بعد اسلامى ولكنى شححت على مالى "فقال ابو بكر الست تقول : قد رجعت العرب الى ما كانت الاباء تعبد وابو بكر يبعث الينا بالجيوش ونحن أقصى العرب دارا فرد عليك من هو خير منك فقال : لا يدعك عامله ترجع الى الكفر فقلت من قال زياد بن لبيد فتضاحكت فكيف وجدت زيادا اذكرت به امه قال الاشعث نعم كل الاذكار " ص 207المصدر السابق
خامسا : البعد عن مهبط الوحى
ولهذا السبب لم ترتد مكة والمدينة والطائف فقد كانوا يتدارسون الوحيين أولا بأول ويطبقون تعاليم الاسلام والايمان الصحيح ويشاهدون معجزات النبى صلى الله عليه وسلم عيانا بيانا وليس من شاهد كمن سمع